كوردة من تحت رماد نبتت، نحو ضوء الشمس توجهت، معلنة الحياة.
هكذا كان مصطفى ذو الستة عشر ربيعاً، غارقا في أحزانه هائما في عالمه.. وحيداً.
الشاب مصطفى يعاني من ضمور في القشرة الدماغية سبب له تخلف عقلي بسيط، مصطفى الأوسط في اسرته المؤلفة من أربعة أطفال النازحة من الغوطة والمستقرة حاليا في السيدة زينب، والأب يعمل كبائع في محل تجاري والأم ربة منزل.
حاول الأهل دمج مصطفى في الحياة والتعليم فقاموا بتسجيله بالمدرسة وكان نجاحه بشكل انتقالي.
وهنا بدأت المعاناة، بدأ مصطفى يشعر بصعوبة فهم المعلومات التي يتلقاها مما أدى الى شعوره الدائم بالخيبة والفشل لعدم إنجازه ومجاراته لأقرانه اضافة الى تعرضه الدائم للتنمر من قبلهم.
الشاب مصطفى هزيل الجسد، خجول، منسحب اجتماعيا، هكذا كان لقاءه الأول مع مسؤولة التأهيل المنزلي.
وبالمتابعة ضمن الجلسة الفردية مع مصطفى تبين عدم وضوح اللغة وضعف القدرة على التعبير عن رغباته
تم وضع خطة للعمل مع مصطفى وأسرته تضمنت مجموعة من الخطوات لتعزيز نقاط القوة والعمل على نقاط الضعف.
ساعد انضمام الوالدين لبرنامج مهارات والدية على دمج مصطفى ب روتين الحياة اليومية لتعزيز ثقته بنفسه ومن خلال توكيله مهام قادر على تنفيذها وتجزئة المهام الأخرى الموكلة إليه بمساعدة من والديه، وتعزيز قدرته على نطق الكلام بطريقة واضحة تم اعطاءه تمارين تسجيل كلامه واعادته بطريقة صحيحة بعد الاستماع الى التسجيل ومعرفة نقاط الضعف.
اُقترح على الأهل تسجيل مصطفى في نادي رياضي وذلك لمساعدته في الحصول على جسد معافى صحي إضافة الى تفريغ طاقته، بعد شكوى الأهل من سلوكه الجنسي وتوعيتهم حول أساليب التربية الجنسية
ومن خلال تعبير الأهل وجلسات المتابعة مع مصطفى تم ملاحظة التغيير على مصطفى حيث أصبح أكثر تفاعلا مع المحيط، وأكثر مبادرة في الحديث، وضوحاً في اللغة، والقدرة الجيدة على التواصل مع المحيط في المنزل والعمل واستقبال الضيوف ومجاراتهم في أحاديث تخصه. مما انعكس على التقبل الإيجابي لإخوته واحترامهم له ولرغباته واهتماماته.
قد عبر الأهل:" اكتسبنا من خلال البرنامج معارف ومعلومات جديدة غيرت مفاهيمنا تجاه التربية والتعامل مع أولادنا، متيقنين لمبدأ تفاوت القدرات والاعتراف بالفروقات الفردية."
وتجلى ذلك واضحاً من خلال دعمهم لباقي أبنائهم في اختياراتهم العملية.
وفي نهاية كل نفق مظلم لابد ان يشرق النور