الرئيسية

المشاريع الصغيرة

تجاوزت العقبة

الشاب (ع) رجل في الثامنة والعشرين من عمره من ذوي الاحتياج الجسدي يعيش مع أمه واخته وزوجته وأطفاله الثلاثة في منطقة الاشرفية.
ليكون مسؤولاً عن إعالة أمه وأخته وزوجته وأطفاله الثلاثة، الخياطة كانت المهنة الانسب له كون يده معاقة ولأنها لا تحتاج الى استخدام اليدين معاً، لكنها لم تدم طويلاً لأن الحرب عصفت بالجميع، ففقد على أثرها عمله وفقد أخاه الذي طالما كان سنداً له ليصبح مسؤولا عن عائلة أخيه أيضاً.
اضطر للعمل بأعمال شاقة لا تتماشى مع يده المعاقة وذلك ليؤمن لقمة عيشه هو وعائلته التي زاد حملها عليه، وخلال زيارات التقييم الأولية لمتطوعي الوصول في الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية في منطقة الاشرفية تم رصد الشاب (ع) وترشيحه لمنحة صغيرة.
وبالفعل تقدم لدورة ادارة المشاريع وأتمها بنجاح من حيث الالتزام والحضور الذهني والمخرجات التي وصل إليها في نهاية التدريب وبعد المقابلة النهائية تم اختياره لنيل منحة صغيرة وقد اختار مهنته القديمة التي احترفها وأبعدته الازمة عنها وهي (الخياطة).
عاد الشاب (ع) ليؤسس حلماً طالما حلم به حين قام بشراء المواد التي طلبها في المنحة كماكينات الخياطة، هو الآن أكثر قدرة على مواجهة الحياة بصعوباتها وتحدياتها بعد أن أستأجر بيتا جعل منه ورشة للعمل ليعمل في مجال المصانعة، مؤمناً بأن الغد أفضل بعد أن أصبح يملك مورد مادي لا يضطره للانتقال بين أعمال مختلفة ويصبح قادراً على تأمين احتياجات أطفاله الصغار وعائلته التي تحسن وضعها من حيث الملابس والطعام.
لم تقف المنحة عند عبد الله بل تمكن من تأمين فرص عمل لأقاربه، وذلك بإشراكهم في أعمال الخياطة على الماكينات لتتوسع دائرة المستفيدين من المنحة لتشمل عدد أكبر كما أنه ساهم بتلبية احتياجات المنطقة من مهنة الخياطة.
"
لم تكن إعاقتي يوما عقبة في طريقي، كنت اتغلب على نفسي في كل مرة اتعب فيها "، كلمات آمن بها الشاب (ع) وسعى من خلالها لتحقيق حلمه.

أمل جديد

اشخاص غرباء جمعت بينهم وحدة الحال، تهجير، نزوح، فقد ومعاناة، أمور عانت منها قرية (ام أركيلة) في الريف الشرقي لمدينة حلب، حالها كحال مثيلاتها من القرى في المنطقة نفسها.
السيدة (ر) 33 عاماً معيلة لـ 5 أطفال تنقلت بعيداً وكثيراً وعادت بعد 3 سنوات لتسكن في غرفة من الطين عند أقارب زوجها.
السيدة (خ) 50 عاماً لديها ستة بنات، عادت بعد وفاة زوجها لتسكن في بيتها الذي تهدم أغلبه وتعمل بأجرة بسيطة لتعيل نفسها وأطفالها وتحافظ على استمرارهم في المدرسة.
السيدة (ح) 40 عاماً لديها سبعة أولاد، فقدت زوجها في ظل الحرب.
هذا هو حال سيدات يعشن في مجتمع ريفي بسيط، كان أكبر همهن منازلهن وعائلاتهن، وبعد عودتهن لم تعد القرية تلك التي اعتادوا العيش فيها، فالناس غير الناس والوجوه تغيرت وألقت الحرب عليها أوزارها، حل الدمار على معظم البيوت والناس مثقلة بالمتاعب والصعوبات الاقتصادية والاجتماعية بسبب وفود عائلات جديدة لا يعرفونها من أماكن أخرى.
السيد (س) صاحب الخمسة عقود يعيش مع أولاده العشرة وزوجته، وجاره (ع) يعيش مع زوجته وأولاده الأحد عشر منهم اثنان أصحاب إعاقة لا يقوون على مواجهة الصعاب إلا بوجود معيل مما يتطلب المال الكافي للاهتمام والرعاية.
انطلاقا من دورها بدعم فاقدي المورد المادي توجهت الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية اإلى الريف الشرقي لمدينة حلب حيث تم رصد هؤلاء الاشخاص وغيرهم وتم ترشيحهم لنيل منحة صغيرة بمراعاة الأكثر حاجة في الاختيار، خضع المرشحين لدورة في إدارة المشاريع لثلاثة أيام وبعد الموافقة على المشاريع والتي تشاركوا في مضمونها حول تربية الاغنام وذلك لطبيعة المنطقة الرعوية ولميزتها بمردودها المادي السريع، حصل المستفيدون على متطلباتهم من أغنام وأعلاف خاصة بها حيث قامت الجمعية بشرائها وتقديمها لهم.
يوم بعد يوم يتابع المستفيدون بمشاريعهم بعناية ورعاية الأغنام دون صعوبات تذكر وذلك لأن المنطقة تساعدهم على ذلك ولخبرتهم الكبيرة في هذا المجال.
لقد أصبح المستفيدون أكثر قدرة على تأمين احتياجاتهم ورعاية أطفالهم واعادتهم الى المدارس وصيانة منازلهم التي ما بقي سليم منها إلا القليل والتوسع بالمشاريع التي حصلوا عليها مما يزيد من استعادة سبل عيشهم وحصولهم على مورد مادي يؤمن لهم أمل جديد بحياة كريمة.
كما كان للقرية نصيب منها فقد ساهمت بتأمين مستلزمات الاهالي من منتجات الاغنام والذي يعتبر غذاءً رئيسي بعد أن كانت هذه المنتجات غير موجودة نتيجة سوء الأحوال المادية لكل أهل القرية مما شجع بعض الأهالي للعودة الى أماكن سكنهم في القرية.

امرأة عاملة

السيدة "ر.س"، أرملة تبلغ من العمر37سنة، غير موظفة وهي أمّ لثلاثة أطفال، بنتين وصبي واحد، كانت تعيش مع أسرتها في محافظة دمشق (منطقة قطنا)، ولم يكن البيت الذي كانت تسكنه ملك لها بل كان بالإيجار، حيث أن وضعها المادي لم يكن جيد بما يكفي لشراء منزل.
توفي زوجها في دمشق خلال الحرب الدائرة في البلاد، تارك لها حملا ثقيل بعده، كيف لا وقد أصبحت المعيل الوحيد لأطفالها الثلاثة بعد وفاته، عدا عن الحالة النفسيّة الصعبة التي ترتبت على ذلك.
نزحت "ر" مع أولادها من دمشق إلى محافظة طرطوس، وقطنت منزل بسيطا غير كاملٍ من حيث التجهيز في قرية بلوزة التابعة لمنطقة بانياس، وبات حالها كحال آلاف الأسر المهجرة حيث عانت من حالةٍ ماديّةٍ سيّئة وصعوبة في تأمين حاجات العيش الأساسيّة، وحاولت إيجاد عملٍ ملائمٍ لها يعيلها ويؤمن العيش الكريم لها ولأولادها غير أنها لم تفلح في ذلك.
في ظلّ هذا الوضع المتردّي، تسلّل اليأس إلى نفسها وشعرت بأن أبواب الحياة مغلقة في وجهها، ولكن شاءت الصدفة أن تسمع "ر" بالجمعيّة السوريّة للتنمية الاجتماعيّة عن طريق أحد معارفها ممّن استفاد من إحدى خدمات الجمعيّة، وهنا توقدّت نار الأمل في نفسها وعزمت على زيارة الجمعيّة، وبالفعل زارتها بعد مدّة وجيزة وسجّلت على مشروعٍ صغير وهو عبارة عن تربية أغنام، حيث آمنت بأنّ هذا المجال سيكون باب خيرٍ لها خاصّةً أنّها قطنت بعد نزوحها في منطقةٍ ريفيّة تلائم العمل في هكذا مشاريع وتمّت الموافقة على مشروع رويدة وحينها كانت سعادتها أكبر من أن توصف.
خضعت "ر" بعد ذلك لدورة إدارة مشاريع صغيرة في الجمعيّة لمدّة 6ايام وبذلك أصبحت قادرة على إدارة مشروعها الصغير والانطلاق في هذا المجال الجديد، ولأنّها أحبّت هذا المجال واختارته برغبتها كانت انطلاقتها مثاليّةً فيه وانعكس ذلك بشكلٍ كبير على حالتها النفسيّة وحالة أولادها أيضا، كما أنّ وضعها الماديّ بدأ بالتحسّن تدريجيّا من خلال بيعها لمنتجات مشروعها من صوفٍ وحليب وغيرها، إضافةً للمردود الناتج عن بيع المواليد الصغيرة للأغنام.
وبهذا تغيّر وضع أسرتها تدريجيّا وباتت قادرةّ على تأمين مستلزمات العيش الضروريّة لها ولأولادها بفضل الجمعيّة السوريّة للتنمية الاجتماعيّة التي لم تتوانى عن تقديم المساعدة لمن يحتاجها في ظلّ الحرب العمياء التي عصفت بالبلاد.

الحياة فرصة فاغتنمها

"م.ع" رجل متزوج يبلغ من العمر 56 سنة، لديه ولدان وبنتان، كان يعيش ويستقر في الرقة من اجل عمله هو وعائلته، وأثر هذه الحرب تعرض ابنه لإنفجار لغم ادى الى بتر قدم لديه، وازدياد الوضع سوءا في الرقة الامر الذي ادى إلى نزوحه مع عائلته إلى قرية لتون المرقب احدى قري مدينه بانياس وترك وراءه جميع ما جناه في حياته.
كحال جميع العائلات النازحة يستقر منير في منزل للايجار في قرية لتون المرقب، اولاده ما يزالون في مرحلة الدراسة الجامعيه فهو المعيل الوحيد للعائلة لكنه لم يكن قادرا على فعل اي شيء بسبب اصابت ابنه.
تم رصده من قبل أحد متطوعي الوصول في الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية وبعد تعريفه بخدماتها ابدا عن رغبته بالتسجيل على مشروع صغير، وبعدها تم اخضاعه لدورة ادارة مشاريع صغيرة اللتي استمرت لمدة اسبوع ومن خلال هذه الدورة تعرف على معايير نجاح المشروع والخطوات التي يجب اتباعها لنجاح المشروع اللذي يرغب بتنفيذه وهو تربية اغنام في قرية التون المرقب.
تمت الموافقة على المشروع وعند تسليمه بدت الفرحة كبيرة على وجهه وكان لديه الثقة الكافيه بأن هذا المشروع سيساعده في بناء حياته من جديد وخلال فترة متابعتي للمشروع اللتي دامت 6 أشهر كان "م" يبدي تحسنا ملحوظا في حياته، فكان يقول "الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية قد منحتني فرصة لبناء حياتي من جديد ويجب علي ان اغتنمها على اكمل وجه لتحسين حياتي وحياة عائلتي "
مرت الايام وأصبح "م" يدير مشروعه وكأنه يعمل في هذه المهنة منذ سنوات طويلة يبيع ويشتري وينفق على اولاده وتمكن من اكمال تعليمهم في الجامعه من ارباح هذا المشروع وتمكن من تحويل نفسه من انسان عاطل عن العمل لايستطيع االقيام بأي شيئ الى انسان فعال في المجتمع من جديد

النجاح لا يقتصر على أحد

السيدة ا م، ارملة وتبلغ من العمر33عاما"،وهي أم لستة اطفال اربع بنات وولدين واحدهما ذوي احتياج(داون).والاب استشهد منذ خمس سنوات بعد انتسابه للدفاع الوطني، والاسرة من اهالي الحسكة منطقة الناصرة وتقطن في بيت ملك وبالتالي هي المعيلة الوحيدة لأفراد عائلتها
وبعد وفاة الاب عانت الاسرة من الفقر لعدم وجود معيل وكانت الام تشعر بالعجز بسبب نظرة المجتمع لها لكونها امرأة ارملة ولا احد يسندها فقررت ان تعمل لتعيل اسرتها فتعرضت لضغوطات نفسية بقولهم (انك امرأة ارملة ونظرة الناس لك) وحاولت تحدي ذلك ولكنها لم تجد عمل مناسب لها وهذا ما ارهق عزيمتها وخذل احلامها الصغيرة بتوفير لقمة العيش لأطفالها.
وعندما تم رصدها من قبل احد متطوعي الجمعية، اضاء بصيص امل لها وكان هذا البصيص هو نقطة تحول في حياتها وحياة عائلتها. حين تمت الموافقة المبدئية على مشروعها.
وبذلك بدأت حياة جديدة بسمية من خلال مشروعها(بقالية)، الذي قامت الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية بدعمها ماديا ومعنويا، حيث تم اخضاعها لدورة تمكنها من إدارة مشروعها الصغير ،وبعد فترة انطلق مشروعها الصغير وهو عبارة بقالية.
لقد غير المشروع حياة ا م وعائلتها فمن خلال مردوده المادي اصبحت قادرة على ان تؤمن حاجاتهم المعيشية بالإضافة الى العلاج لطفلها المريض، كما جعلها المشروع تشعر بالاستقرار لاتها بذلك اعتمدت على نفسها وتغيرت حياتها نحو الافضل.
وهو ما اكدته السيدة سمية حين قالت(المشروع غير حياتي وجعلني اشعر بالاستقرار والراحة لأنني من خلاله استطعت اعالة اسرتي وذلك تحقق بجهود الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية.....وشاكرين دعمكم)
وبما ان المرأة تعاني الكثير في مجتمعنا وخصوصا اذا كانت مطلقة او ارمله فيجب على جميع المنظمات والجمعيات تقديم المساعدة وان تدعم المرأة وهذا ما جسدته الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية على أرض الواقع

فرصة جديدة

شاءت الأقدار بأن تصبح السيدة (س) أرملة معيلة لستة أطفال وهي في الخامسة والثلاثين من عمرها، توفي زوجها بسبب الأحداث التي دارت في قرية الشيخ أحمد في الريف الشرقي لمدينة حلب مما أثقل كاهلها بمسؤوليات أكبر وخاصة في ظل النزوح الذي تكرر لمناطق كثيرة وعديدة حتى كان آخرها قرية السفيرة حاملة أطفالها إلى كل مكان تذهب إليه.
توجهت الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية للريف الشرقي لمدينة حلب لدعم العائدين الى تلك القرى، وكانت سامية من الأشخاص المرشحين لنيل منحة ضمن ملف المنح الصغيرة لاستعادة سبل عيشها التي فقدته بالكامل.
أتمت السيدة (س) دورة إدارة المشاريع بنجاح تام من حيث الحضور والالتزام الكامل ودراسة الجدوى التي خرجت بها واختارت أن يكون مشروعها في تربية الأغنام ,حيث سيؤمن لها المشروع مردود مادي يساعدها في تلبية متطلبات الحياة وسيكون عونا لها ولأطفالها الذين مالبثوا أن عادوا الى المدرسة فور عودتهم إلى قريتهم.
قامت الجمعية بشراء المستلزمات التي تتطلبها المنحة وقدمتها لها.
بانت البسمة واضحة على وجه السيدة (س) بعد حصولها على المنحة ومن خلال زيارة المتابعة لها، تحدثت عن الفرق الذي حصل في حياتها وحياة أولادها وعن بسمة الامل التي عادت لها وشعورها أنه لايزال هناك أشخاص مهتمين لأمرها و لأمر الكثيرين مثلها من المهمشين ,عبرت عن فرحها بقدرتها على تأمين احتياجات اطفالها من اللوازم المدرسية والطعام واللباس بل وإنها قامت ببناء حظيرة للأغنام وشراء التبن والعلف الاضافيين من فائض بيع اللبن.
السيدة (س) تفكر الآن بالتوسع في مشروعها ببيع الذكور من الخراف وشراء الإناث منها وتأمين الأعلاف لها وذلك لتضمن بقاء زيادة أعداد الأغنام لديها.
برزت أهمية برنامج الكسب المعيشي واستعادة سبل العيش في حياة السيدة (س) واضحة وخاصة بعد تغير نظرتها للحياة بعودة أبناءها الخمسة إلى المدرسة بعد فراق 3 سنوات في ظل الحرب وربما كان سيدوم أكثر بسبب الأوضاع المادية الصعبة التي كانت تعيشها.

مساعدتكم انجدتني

السيد خ ن عمره 36 متزوج ولديه 4 اطفال وهو مقيم بمنطقة مجرجع حاول السيد عبود اكثر من مرة تحسين حياة اسرته ولكن استغلال وجشع ارباب العمل كان لها بالمرصاد الامر الذي ارهق عزيمته وخذل احلامه المتواضعة
وعندما تم رصده من قبل احد متطوعي الجمعية توجه لديه شرارة الامل الاولى وكانت نقطة التحول في حياته وحياة عائلته حين تمت الموافقة المبدئية على مشروعه الذي طالما حلم بتحقيقه
وبدا مشوار السيد خ في تحقيق حلمه وخلال مشواره قامت الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية بدعمه ماديا ومعنويا حيث تم اخضاعه لدورة تمكنه من ادارة مشروعه الصغير
وبعد فترا انطلق المشروع وهو عبارة عن محل دشات
لقد غير المشروع منح حياة خ وعائلته من خلال المردود المادي اصبحوا قادرين على تامين حاجاتهم المعيشية
كما جعلهم ينعمون بنوع من الاستقرار الامر الذي غير حياتهم للأفضل
وهو ما اكد عليه السيد خ حين قال(انى هذا المشروع هو بداية جديدة استطيع من خلاله إعالة اسرتي والعيش باستقلال)
مبدأ(مساعدتهم انجدتني) هو المبدأ الذي انطلق منه السيد خ وبجهود الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية تم تجسيده على ارض الواقع

الحياة بروح واحدة

"ل.س" ذات ال 39 عاما، متزوجة من السيد "ع.ه" ذو ال40 عاما الذي كان يعمل في مدينة حلب وأصبح عاجزا نتيجة تعرضه لبتر ساقه الأيسر وتفتت في ساقه الأيمن من جراء التفجير الذي حصل في مكان العمل في بداية عام 2017، فعاد إلى مكان سكنه السابق في قرية الزللو بمساعدة زوجته، وبقي بها ولكن غير قادر على فعل شيء لتلبية حاجات أطفاله الثلاثة، كما أنه يقوم بعلاج فيزيائي للساق المفتتة منعاً من تكلسها.
استدلت زوجته " ل" على الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية من خلال أحد الجيران والخدمات التي تقدمها الجمعية للمجتمع المحلي والوافد، فذهبت إلى مركز الجمعية وعند مقابلة المرجعية المختصة شرحت وضعها ووضع زوجها، حيث سمعت عن برنامج المشاريع الصغيرة التي تموله الجمعية وتقدمه للفئات الأكثر هشاشة في المجتمع.
سجلت على مشروع صغير محل سمانة وخاصة أن لديهم غرفة أمام منزلهما مناسب لعمل هكذا مشروع وعلى الشارع الرئيسي للقرية حيث أنها فكرت بمشروع محل سمانة مع أنها ماهرة بالخياطة ولكن من أجل أن تعيد الروح والحياة لزوجها وتشعره بأنه غير عاجز عن العمل رحبت الجمعية بفكرة السيدة "ل"وتم إخضاعها لدورة المشاريع الصغيرة لمدة 6 أيام وتم دعم المشروع من قبل الجمعية وجُهزت الغرفة بمعدات خاصة بمحل السمانة بالإضافة إلى المواد التي سيتم بيعها.
بدأ العمل بالمشروع من قبل السيدة "ل" وفرح الأهالي القريبين من المحل بهذا المشروع لوجود فيه ما يرغبون من مواد ولموقع المحل الاستراتيجي، والزبائن أصبحوا يقصدونها نتيجة حسن معاملتها وأسعارها المقبولة ويأتي القسم الأكبر من الزبائن في المساء فتذهب إلى السوق في الصباح لتشتري ما ينقصها من المواد للمحل وتدع زوجها في المحل، وأصبح المحل يدر أرباحاً وتغيرت حياتهم ماديا ومعنويا حيث اشترت ما ينقص أطفالها من مستلزمات المدرسة كانوا بأمس الحاجة لها ولم يلجؤوا بعد اليوم إلى أحد، كما أثر المشروع على حياتهم الاجتماعية فأصبحوا يتشاركون العمل أيضا ويسندون بعضهم ويعملون كشخص واحد لتلبية متطلبات الحياة الصعبة.

عودة غودو

إن الموت ليس هو الخسارة الكبرى، الخسارة الأكبر هو ما يموت فينا ونحن أحياء" كلماتٌ قالها الماغوط ليعبر فيها عن وجعٍ أكبر من وجع الموت، ربما كان السيد (ع) من الذين لامستهم هذه الكلمات فكما أخبرنا أنه لا يؤلمه الموت بقدر ما يؤلمه ما أصابه فقد خسر عمله ومنزله، قال إنه في تلك الفترة ماتت كثير من الأشياء بداخله، اندفاعه وتفاؤله الدائم وابتسامته، لم يحزنه خروجه من المنزل بقدر ما أحزنه تركه لعمله.
إن السيد (ع) من سكان حي كرم الجبل، نزح عن حيه مع أسرته المكونة من خمسة أشخاص إضافةً إلى أسرتي أخويه اللذين ماتا بسبب الحرب. لم يبقى لدى السيد (ع) أي شيء، خرج من الحي بلباسه الذي يرتديه هو والعائلة هكذا قال. كذلك كانت الحرب سبباً في وفاة ابنه. وأثناء نزوحه تعرض لإصابة في قدمه مما جعله يجلس في المنزل. مرت السنوات، لم يرجع السيد (ع) إلى منزله إلا بعد خمسة أعوام. عاد إلى حيه، منزله، محله لم يجد شيء، فكما قال ليس هناك أثاث في البيت، أما محل القصابة الذي كان يعمل فيه فقد سرقت كل تجهيزاته لم يبقى شيء، كان فارغاً بشكلٍ كامل، فكما قال: " الله وكيلك حتى سكين ما لقيت بالمحل مااااضل شي".
فكانت المنحة الصغيرة المقدمة من الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية في مركز شمس المجتمعي سبيلاً له لإعادة الوقوف على قدميه من جديد والعودة إلى العمل. حيث حصل السيد (ع) على التجهيزات اللازمة لإعادة الانطلاق من جديد (براد لحمة، وماكينة فرم، وميزان الكتروني، وطاولة ألمنيوم).
فقد تم ترشيح السيد (ع) للحصول على منحة صغيرة، بعد ذلك حضر مع مجموعة من المرشحين دورة تدريبية ومن ثم تم اختياره للحصول على المنحة.
بدأ السيد (ع) العمل بعد ثلاثة أيام من استلامه التجهيزات. أعرب خلال زيارته عن راحته الشديدة وعن تفاؤله بكل شيء، وأعتقد أن ما قاله معبراً عما حصل من تغيير في حياته: "قبل ما افتح المحل ماكنت نام كنت عطول قلقان، بتعرف انو هلق صاير عم نام". فقد أصبح يعمل من الصباح حتى المساء، لقد بدأت حياته تعود لطبيعتها بعيداً عن الحرب وما تركته من جروح تتعافى مع استمراره بالعمل. فقبل عودته للعمل كان يجلس في محله الفارغ يشرب الشاي وينتظر، لا يعرف ماذا ينتظر، ربما ينتظر غودو، عبر عن ذلك بلغته: " كنت عم أنطر فجل". ولقد ارتفع دخله إلى الثلاثين ألف ليرة في أول شهر عمل. ساعده ذلك على تأمين مزيد من الاحتياجات لأسرته وأسرة أخوييه. وجعله يشعر بالأمل فيما سيأتي من أيام، فلم يعد هناك خوف من المستقبل، ولم يعد هناك انتظار للمجهول، لقد ساهم ذلك في تحسن نفسي بدى واضحاً خلال زيارته، فهو يتوقع زيادة إيراداته من المحل في الأشهر القادمة وأن ذلك سيؤمن مزيد من الحياة الجيدة له ولأسرته.
وأيضاً لقد خدم الحي بمادة أساسية يحتاجها الناس بشكل مستمر، ووفر عليهم عناء الذهاب إلى طريق الباب للحصول عليها.
الآن يعيش السيد (ع) حياته تقريباً كما كانت قبل سبع سنوات فهو يمارس عمله كقصاب ولديه زبائنه ويشعر بالرضا عن نفسه لأنه أصبح منتِجاً وليس عبئاً. عاد الأمل إلى حياته.

وأخيراً عدت للعمل

السيد (أ) رجل بعمر الـ 30 عاماً, رب أسرة مكونة من زوجة وثلاثة أطفال وأم مسنة مريضة وأخ كانت الحرب سبباً في شلله، هُجر السيد (أ) من منزله في منطقة طريق الباب وخسر ورشته التي كانت المورد الاساسي لعائلته (ورشة موبيليا).
لم يستسلم السيد (أ) فقد تعددت الأعمال التي عمل بها والتي كانت بعيدة عن مهنته الأساسية ومتعبة جداً ولا تدر له من المال إلا ما يبقيه وأسرته على قيد الحياة.
السيد (أ) الذي قطن منطقة طريق الباب حيث كانت ورشته القديمة كان لديه ماكينة صغيرة لصنع القهوة يعمل عليها في أحد شوارع الشعار متعرضاً للبرد القارس والأمطار متحملاً أعباء العمل الذي لا يحبه، فكان يستيقظ من الساعة الخامسة صباحاً ويعمل حتى المساء، وكما قال: "كنت اشتغل بالشارع للمسا، أصعب شي إنك تشتغل بالشارع". وكان عمله لا يكفيه قوت يومه حتى.
تم رصد السيد (أ) من قبل متطوعي الوصول في منطقة الشعار وتم ترشيحه ليكون مع الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية في دورة تدريبية حول إدارة المشاريع وكتابة جدوى اقتصادية مبسطة ضمن مراحل الحصول على منحة صغيرة بعدها استطاع أحمد الحصول على المنحة من بين العديد من زملائه المشتركين معه بنفس الحال وتم تقديم التجهيزات اللازمة لإعادة الإنطلاق بعمله السابق في حفر الموبيليا.
بدأ يستعيد عمله شيئاً فشيئاُ ويزداد دخله مما ساعده على إيفاء ديونه ورعاية أسرته وتأمين ما يحتاجون له، أيضاً عادت الابتسامة إلى وجهه من جديد وعاد الاهتمام بلباسه ومظهره , لم تقف الفائدة في ملف المنح بالنسبة للسيد (أ) فقد أحب ان يشترك أطفاله في برامج مركز شمس المجتمعي ليستفيدوا من خدماته المقدمة حيث أصبح أبناؤه الثلاثة يتابعون في برنامج الصديق.
ولم تقتصر منافع عمل السيد (أ) على المستوى الشخصي فقط، بل بدأ بتحمل مسؤولية مجتمعه اذ أنه يساهم بعمله في ترميم المنازل المتضررة بفعل الحرب في حي الشعار والأحياء المجاورة حيث أن المنطقة بحاجة كبيرة لذلك.
التغيير الحقيقي هو التغيير على مستوى الجماعة ابتداءً بفرد وانتهاءً بالعائلة وهذا ما حدث مع السيد (أ) وأطفاله حيث تغيرت نفسيته بنسبة كبيرة جداً وأصبح دائم البسمة مهتما أكثر في ملابسه قادراً على تأمين احتياجات عائلته من طعام ودواء ولباس وحتى ألعاب للأطفال.

Subscribe to المشاريع الصغيرة